خليلٌ من الخِلّانِ أُصفيهِ خُلَّتي
فأبدَي ليَ السرَّ الذي أنا كاتِمُهْ
ويحزُنُني طوراً وطوراً يسُرُّني
مغانمُهُ طوراً وطوراً مغارمُهْ
بُليتُ ببلوى والبلايا كثيرةٌ
وكانتْ مُرجَّاةً لدينا مَقاوِمه
فلم أتخيَّرْ من ثقاتيَ غيرهُ
ولم أرَ أنِّي عند ذلك ظالمه
وقال ليَ التأميلُ فيه ألا ادْعُهُ
لخطْبِكَ لا تَعظُمْ عليك عظائمه
فلم أتخيَّرْ بين يأْسٍ ومَطْمع
ولا قلتُ جبسٌ باردُ القلبِ نائمه
فبكَّيته حيّاً كَمَيْتٍ فقدتُهُ
وما الميْتُ إلا من تموتُ مكارمه
فلا تَلْحَهُ يا ابنَ الكرامِ وأعْفِهِ
فما لوْمُ من لم تَبْقَ إلا رمائمه
نعائي أبا يحيى إليك فإنَّهُ
تداعتْ معانيهِ وبادتْ معالمه
فخُذْ في مراثي من تبدَّلَ بالعُلا
سَفالاً فما تُجدى عليكَ مَلاوِمه
غدا خادماً للشُّحِّ والشُّحُّ ربُّه
وعهدي به بالأمسِ والجودُ خادمه