بي ما تحس وفي فؤادك ما بي

التفعيلة : البحر الكامل

بي ما تحس وفي فؤادِكَ ما بي

فتعالَ نبكي يا نجيَّ شبابي

تجري الدموعُ وأنت دانٍ واصلٌ

كمسيلِهنَّ وأنتَ في الغُيَّابِ

أنكرتَ بي ناري عشيةَ لامست

شفتاي منك أناملَ العنابِ

ومشت يميني في غزيرٍ حالكٍ

مسترسلٍ كالجدولِ المنسابِ

وسألت ما صمتي وما إطراقتي

وعلامَ ظلَّت حيرةُ المرتابِ

أقبل أذقني ما اليقينُ وهاته

خلواً من الآلامِ غيرَ مُشَابِ

أقبل لأقسمَ في حياتي مرةً

إنَّ الذي أسقاه ليسَ بصابِ

لهفي على هذا اليقينِ وطعمه

بفمي وتكذيبي شهيَّ شرابي

من أنتَ من أي العوالمِ ساحرٌ

مستأثر بأعنَّةِ الألبابِ

مهلاً سليلَ النور ما هذي الدنى

أبداً مكان جلاَلكَ الخلابِ

حدثتُ نفسي إذ رأيتك بادياً

وأطَلت تسآلي بغيرِ جوابِ

ما يصنع المَلَكُ الطهورُ بعالمٍ

فانٍ وأيامٍ كلمع سرابِ

ما يصنعُ الأبرارُ في الأرض التي

ساوت من الأبرارِ والأوشابِ

دوارةً أبدَ السنينِ كعهدها

من ليلِ آثامٍ لصبحِ مَتَابِ

تغلو الحياة بها إلى أن تَنتهي

عندَ الترابِ رخيصة كترابِ

أغفر خليلي الشكَّ في الرؤيا التي

ملكت عليَّ مَشاعِري وصَوابي

يا طالما ضجَّ الفؤادُ من المنى

وشَكا التماعَ سرابِها الكذَّابِ

يا هَيكل الحسنِ المباركِ ركنُه

الساحرَ النورِ الطهورَ رحابِ

لا صِدقَ إلا في لهيبِكَ وحده

وجلاله الباقي على الأحقابِ

قدمتُ قرباني إليه بقيةً

من مهجةٍ تَلفت على الأحبابِ

فإذا سمحت دفعت فيه دماءها

ورجعتُ أحمدُ من ذراكَ مآبي

وأذبتُ جوهرها فداءَ نواظرٍ

علويةٍ قدسيةِ المحرابِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

فيم الغدو غداً وأين رواحي

المنشور التالي

قلت للبحرِ إذ وقفت مساء

اقرأ أيضاً

صفة الطلول بلاغة القدم

صِفَةُ الطُلولِ بَلاغَةُ القِدمِ فَاِجعَل صِفاتَكَ لِاِبنَةِ الكَرمِ لا تُخدَعَنَّ عَنِ الَّتي جُعِلَت سُقمَ الصَحيحِ وَصِحَّةَ السُقمِ وَصَديقَةِ…