كُنْتُ في ما مضى أَنحني للشتاء احتراماً ،
وأصغي إلى جسدي. مَطَرٌ مطر كرسالة
حب تسيلُ إباحيَّةٌ من مُجُون السماء.
شتاءٌ. نداءٌ. صدى جائع لاحتضان النساء.
هواءٌ يُرَى من بعيد على فرس تحمل
الغيم… بيضاءَ بيضاءَ. كنت أُحبُّ
الشتاء، وأَمشي إلى موعدي فرحاً
مرحاً في الفضاء المبلِّل بالماء. كانت
فتاتي تنشِّفُ شعري القصير بشعر طويل
تَرَعْرَعَ في القمح والكستناء. ولا تكتفي
بالغناء: أنا والشتاء نحبُّكَ، فابْقَ
إذاً مَعَنا! وتدفئ صدري على
شادِنَيْ ظبيةٍ ساخنين. وكنت أُحبُّ
الشتاء، وأسمعه قطرة قطرة.
مطر، مطر كنداءٍ يُزَفَ إلى العاشق:
أُهطلْ على جسدي! … لم يكن في
الشتاء بكاء يدلُّ على آخر العمر.
كان البدايةَ، كان الرجاءَ. فماذا
سأفعل، والعمر يسقط كالشَّعْر،
ماذا سأفعل هذا الشتاء؟
اقرأ أيضاً
فليس لعيني عند غيرك موقفٌ
فليس لعيني عند غيرك موقفٌ كأنك ما يحكون من حجر البهت أصرفها حيث انصرفت وكيفما تقلبت كالمنعوت في…
كن بالمدامة للسرور متمما
كُنْ بالمدامة للسُّرور مُتَمِّما صفراءَ قبلَ المزج تحكي العَنْدَما شمسٌ إذا جُلِيَتْ بكفٍّ أطْلَعَتْ منها الحباب على الندامى…
كلانا عليل فلا تجزعي
كلانا عليل فلا تجزعي ودمعك تسبقه أدمعي وإن كان بين ضلوعك نار فنار الصبابة في أضلعي وإن كان…
ثوى الشيخ أنطون البريدي نازلا
ثَوَى الشَيخُ أَنطون البريديِّ نازِلاً ضَريحاً سَقاهُ اللَّهُ رَحمَتَهُ تَتَرى كَريمٌ بَكاهُ السَيفُ وَالضَيفُ وَالقِرى وَناحَ عَلَيهِ الفَضلُ…
لقد أورث العبسي مجدا مؤثلا
لَقَد أَورَثَ العَبسِيُّ مَجداً مُؤَثَّلاً وَمَحمَدَةً مِن باقِياتِ المَحامِدِ حِباءُ شَقيقٍ عِندَ أَحجارِ قَبرِهِ وَما كانَ يُحبى قَبلَهُ…
ومن عجب قد قلدوك مهنداً
وَمِن عَجَبٍ قَد قَلَّدوكَ مُهَنَّداً وَفي كُلِّ لَحظٍ مِنكَ سَيفٌ مُهَنَّدُ إِذا أَنتَ قَد جَرَّدتَهُ أَو غَمَدتَهُ قَتَلتَ…
لا تطلبن معيشة بمذلة واربأ
لا تَطلُبَّنَ مَعيشَةً بِمَذَلَةٍ وَاِربَأ بِنَفسِكَ عَن دَنِيِّ المُطلَبِ وِإِذا اِفتَقَرتَ فَداوِ فَقرَكَ بِالغِنى عَن كُلِّ ذي دَنَسٍ…
هل قبلت من ناصح أمة
هَل قَبِلَت مِن ناصِحٍ أُمَّةٌ تَغدو إِلى الفِصحِ بِصُلبانِها كَنائِسُ يَجمَعُها وَصلَةٌ بَينَ غَوانيها وَشُبّانِها ما بالُها عَذراءَ…