تموز والأفعى

التفعيلة : نثر

تموزُ مرّ على خرائبنا
و أيقظ شهوة الأفعى.
القمح يحصد مرة أخرى
و يعطش للندى..المرعى
تموز عاد، ليرجم الذكرى
عطشا ..و أحجارا من النارِ
فتساءل المنفيُّ:
كيف يطيع زرعُ يدي
كفا تسمم ماء آباري؟
و تساءل الأطفال في المنفى:
آباؤنا ملأوا ليالينا هنا.. وصفا
عن مجدنا الذهبي
قالوا كثيراً عن كروم التين و العنبِ
تموز عاد، و ما رأيناها
و تنهّد المسجون: كنت لنا
يا محرقي تموز… معطاءً
رخيصاً مثل نور الشمس و الرملِ
و اليوم، تجلدنا بسوط الشوق و الذلِ
تموز.. يرحل عن بيادرنا
تموز، يأخذ معطف اللهبِ
لكنه يبقى بخربتنا
أفعى
ويترك في حناجرنا
ظمأ
و في دمنا..
خلود الشوق و الغضبِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

شهيد الأغنية

المنشور التالي

برقية من السجن

اقرأ أيضاً

ومستحث الأوتار من نام

وَمُسْتَحِثِّ الأَوْتَارِ مِنْ نَامِ لاَ بِعَيِيٍّ وَلاَ بِتَمْتَامِ فِي حِجْرِ مَجْدُولَةٍ مُذَكَّرَةٍ غَلاَمُ خَلْفٍ فَتَاةُ قُدَّامِ تَلْوِي مَلاَوِيْهِ…