مالكم لا تغضبون للهوى

التفعيلة : بحر الرجز

مالكُمُ لا تغضبون للهوى

وتعرفون الغدرَ فيه والوفا

إن كنتُمُ من أهله فانتصروا

من ظالمي أو فاخرجوا منه بُراَ

أما تَرَوْن كيف نام وحَمَى

عيني الكرى فلم ينم ظبيُ الحِمى

وكيف خلاَّني بطيئا قَدَمِي

عنه ومرّ سابقا مع الوَنَى

غضبانُ يا لَهْفِيَ كم أرضيتُه

لو كان يَرضَي المتجنِّي بالرِّضا

ما لدليلٍ نَصَلَتْ ركابُهُ

من الدجى حاملةً شمسَ الضحى

ضلَّ ولو كان له قلبي أهتدَى

بناره أو شام جفنيَّ سَقى

قالوا الغضا ثم تنفّستُ لهم

فهم يدوسون الحصا جَمْرَ الغضا

بين الحُدوج مُترَفٌ يُزعِجُهُ

لينُ مِهادٍ ورفيقاتُ الخُطَا

عارضني يُذْكِرُني الغصنَ به

وأين منه ما أستقام وأنثنى

حيِّ وقَرِّبْ بالكثيب طارقا

من طيف حسناءَ على الخوفِ سرى

عاتَبَ عنها واصفاً مودّةً

ما أسأرتْ إلا عُلالاتِ الكرى

أضمُّ جفنيَّ عليه فَرَقاً

من الصباح وعلى ذاك أنجلى

كأنني عُجْباً به وشَعَفاً

محبةُ العمدة في حُبِّ العلا

شَمَّرَ للمجدِ وما تشمَّرتْ

له السنونَ يافعٌ كهلُ الحجا

وقام بالرأي فكان أوّلٌ

من رأيه وآخرُ الحزمِ سَوَا

سما إلى الغاية حتى بَلَغَتْ

همّتُهُ به السماءَ وسما

فابن الملوك بالملوك يَقْتدِي

وأبن البحار بالبحار يُبْتَغَى

سكنتموها فاضحين جُودَها

مُبَخِّليها بالسماحِ والنَّدَى

نشلتم المُلكَ وقد تهجَّمتْ

سائلةٌ بَلَّغَت الماءَ الزُّبى

وأعترضت وجهَ الطريق حَيَّةٌ

صَمّاءُ لا تُصغي لِخدْعاتِ الرُّقَى

أنكر فيها المَلْكُ مجرى تاجِهِ

وقام عن سريره وقد نبا

لفَّتْ على العراق شطراً وأنثنت

لفارسِ فدبَّ سمٌّ وسرى

لم تدرِ أنَّ بعُمان حاوياً

ما خَرَزاتُ سحرِهِ إلاَ الظُّبا

يتركها تَفْحَصُ عن نيوبها

درداءَ تستافُ الترابَ باللَّها

سَبْقاً أتتك وحَمَتك حُسَّرا

عن هذه الدولة هاذاك العَشَا

مهلا بني مُكْرَمَ من سماحِكم

قد أثمر المصفرُّ وأخضرّ الثرى

إن كنتم الغيثَ تبارون به

فحسبكم ما يفعل الغيثُ كذا

يا نجمُ كانت مقلتي تنظرُهُ

حتى أستنار بدرَ تِمٍّ وأستوى

صحبتُهُ ريحانةً فلم يزل

دُعايَ حتى طال غصنا ونما

اُذْكُرْ ذَكَرتَ الخيرَ ما لم تنسَهُ

من صحبتي ذِكرَكَ أيامَ الصِّبا

وحُرمةً شروطُها مكتوبةٌ

على جبين المجدِ راعوا حقِّ ذا

ما نعمةٌ تَقِسمُها إلا أنا

بها أحقُّ من جميع مَنْ تَرى

أيُّ جمالٍ زِنتني اليومَ به

زانك بين الناس من مدحي غدا

لا تعدَم الأيامُ أو عبيدُكم

نعماءَ منكم تُحْتَذَى وتُجْتَدَى

ولا تزل أنتَ مدَى الدهر لنا

كهفا إلى أن لا ترى الدهرَ مَدَى

كلُّ صباحٍ واجهتْك شمسُهُ

عيدٌ وكلُّ ليلةٍ ليلُ مِنَي

إن نحروا فَرْضاً فقم نافلة

فأنحر عداك حَسَداً بلا مُدَى

وأبقَ على ما قد أحلَّ مُحرِمٌ

وما دعا عند الطوافِ وسعى


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

ساهرة الليل نؤوم الضحى

المنشور التالي

يا عينِ لو أغضيتِ يوم النوى

اقرأ أيضاً

ضحكت من شيبة ضحكت

ضَحِكَتْ مِنْ شَيْبَةٍ ضَحِكَتْ فِي سَوَادِ اللَّمَّةِ الرَّجِلَهْ ثُمَّ قَالَتْ وَهْيَ هَازِلَةٌ جَاءَ هَذَا الشَّيْبُ بِالعَجَلَهْ قُلْتُ مِنء…

سفارة

يريدون مني بلوغ الحضارة، وكل الدروب إليها سدى، والخطى مستعارة، فما بيننا ألف باب وباب، عليها كلاب الكلاب،…