تقارن النيران الشمس والقمر

التفعيلة : البحر البسيط

تقارن النيّران الشَمس وَالقَمَرُ

فَأَشرَق الطالعان السَعد وَالظفرُ

وَقامَ داعي الهَنا يَدعو السُرور لَنا

يَزفّه المطربان النايُ وَالوَتَرُ

رَعى لَيالي بِالبُشرى قَدِ اِبتَهجَت

فَاِستبشر العالَمانِ الروح وَالبَشَرُ

تَتلو المَثاني بِها الأَقمار مُشرِقَة

فَيطرب الأَفضلان السَمع وَالبَصَرُ

سَقى الحِمى وَحماهُ اللَه غادية

يروى بِها المعشران البَدو وَالحَضَرُ

تِلكَ المَنازل ما زالَت مَطالعها

يَهفو لَها التائقان القَلب وَالنَظَرُ

رِياض أُنس إِذا غَنَّت بَلابلها

يسبّح الساجِدان النجم وَالشَجَرُ

راقَت وَرقّت على صَفوٍ مَناهلها

حَتّى اِنتَفى الشائِبان الهمّ وَالكَدَرُ

فَلا سرت عَن رُبوع الفَضل سارية

أَو تحمد الغايتان الوِرد وَالصَدرُ

وَلا اِنبَرَت أَغصُن الأَفراح يانِعَةً

يَزهو بِها الطيّبان النورُ وَالثَمَرُ

وَلا تَقضّت لَيالي الأُنس في مَلأٍ

يُلفى بِها المؤنسان اللَهو وَالسَمَرُ

جَعَلت تِذكارها لي في العُلى غَزَلاً

مَحَلّه الرتبتان المَجد وَالخَطَرُ

فَلا مُغازلة الغزلان تَمنعني

عَن بيضها الدَولَتان البيض وَالسمرُ

أَسري فَأَستطلع السرّ المَصون فَلا

يَصدُّني القاتلان الخَوف وَالحَذَرُ

نِعمَ الجسارة كانَ الفَوز غايَتَها

وَبئست الغايتان الجُبن وَالخورُ

لا أَعشق المرد أَهواها وَيُهلكني

مِن أَجلِها المرديان السُهد وَالسَهَرُ

وَإِنَّما العَين تَستَغني بِغانيةٍ

مِنها حَلا المطلبان العين وَالأَثَرُ

بَدَت لَنا بَين أَترابٍ تَرائبها

خَفيرها الحارِسان اللَحظ وَالخَفَرُ

عَين مِن العرب في أَجفانِها خزر

هامَ الفَريقان فيهِ الترك وَالخَزَرُ

مَن لي بِعَقلي أَن يَصحو فَأرشده

وَحَوله الساحِران الغنج وَالحوَرُ

مِن كُلّ غالية تَزهو بِغاليةٍ

فَيرخص الغاليان المال وَالعمرُ

شَمس عَلى غُصنِ بانٍ في كَثيب نقىً

بِها زَها الداجيان اللَيل وَالشعرُ

وَربّ أَحوَر مَعشوق الدَلال بِهِ

قَد حارَت الثَقلان الجنّ وَالبَشَرُ

أَشكو فأسكب دَمعي وَهوَ مُبتسم

فَيجمع الساهِران البَرق وَالمَطَرُ

رِفقاً فَديتك يا ريم الصَريم فَقَد

أَردانيَ الصارِمان اللَحظ وَالقَدَرُ

وا لوعتاه من اللاحي وَهجركَ لي

بَراني المصميان اليَأس وَالضَجَرُ

مَن لي بِبَيع الهَوى وَالغيّ يَتبعهُ

لا رَدَّه المُفسدان الغبن وَالغررُ

وَما اِلتفاتي إِلى الغيد الحِسان إِذا

مَحاسن القَوم لاحَت أَينما ذكروا

أَرى كَواكب مَجدٍ في الحِمى طَلعت

مِنها البُدور وَمِنها الأَنجُم الزُهرُ

بَنو أَبيهم أَبوا إِلا الكَمال فَما

لَهُم مِن الصيت إِلّا المندل العَطرُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

بروحي جمالا صورته يد القدره

المنشور التالي

ألا هل لقلب عنك قد فقد الصبرا

اقرأ أيضاً

حوض خزامى

محتشمة متكتمة, على طيبك, كحوض خزامي, تجلسين قبالة مطالعي. وأصابعي تحك أصابعي, فيسقط فنجان قهوتي ــ ذريعتي وخديعتي,…

ومفيقين من الله

وَمُفِيقِينَ مِنَ اللَّهْ وِ نَشاوَى مِنْ مِراحِ أَلِفُوا الجِدَّ وَلَمْ يَنْ تَهِجُوا طُرْقَ المِزاحِ فَهُمُ الأُسْدُ عَلى جُرْ…