قُلْ لِلذي قد ملَكَني مَلْكَه
وغَبَّطَ الجِسْمَ بالسّقامْ
لوْلا استَوا قربِي فيك وبعدي
قَد كانَ متُ فيكْ من الغرام
يا مَن سَرَى سِرُّ في طِباعِي
أنْتَ الْقَريبْ مِنِّي الْبَعِيد
من أعْجَبِ الأشْياءِ وانت معِي
وعِشْقِي فيكْ كُلَّ يَومٍ يَزيدْ
وَأنا بتهتَكِي وانْطِباعِي
غَرامِي فِيكْ دائِم جديد
ولوْ تَرانِي وأنا في هَتْكَه
ما بيْنَ مُحِبِّينَكْ الهِيام
همْ يَشْكُو بَعْدَكَ وأنتَ عِندي
حاضِر بِقَلْبِي على الدَّوامْ
يا كَعْبَةَ الْحُسْنِ يا عِمادِي
فَنائِي فِيكْ غايةُ الثُّبُوتْ
يا كَنْزِي ما مَذْهَب اعْتقَادِي
ذِكْرُكْ لِقَلْبي أجَلُّ قُوتْ
أشْ حالْ نَقُول لَوْلاَ مَا
الأعادِي وإِنما نَلْزَمُ السُّكوت
وخَوْفي منَّك مَسَكْني مَسْكَه
فصِرْتُ كالْمُهْرِ باللّجامْ
وإِنْ تَعَدَّيْتُ فيكَ حَدِّي
تَقْتُلْنِي هَيْبَتكَ دونَ حُسام
يا شمسِ يا بَدْرِي يا حَياتِي
حُسَّادي فيكْ في الوَرَى كَثِير
وكُلُّهُم يَشْتَهُوا مَماتِي
وإِنَّما ذَاكَ لَم يَصِير
إِحْيي رُسُومِي ومُدَّ ذَاتِي
واكتُبْ لِعَبْدَك بِذَا ظَهِير
نَصُكَ لأهْلِ الدَّعاوِي صكَّه
يكُفُّوا عن جُمْلةِ الْمَلاَم
وأنا بسَيْفِ الثّنَا بِيَدِّي
نَضْرِب رقابْ أهْلِ الاتّهَام
للنَّاسِ في تحقِيقِهم مَراتِبْ
وليْسَ لِتَحْقيقِكَ انْتَها
تُورِي بِعِلْم السُّفُرْ عَجائب
يَكِلٌّ عن وصْفِها النُّهَا
وتَنْفِي مُمْكِنْ وتُبْقِي واجِب
وجَا الزَّمانِ بِيكْ كما اشْتَها
فَكِكْتَ رَمْزَ الْمُعمّى فكَّه
وأظْهرْتَ مَعْنَى الألِف بِلاَم
وجاءت سَعَادُ أسْعَدتْ لِتُبْدي
مِنْ حُسنِها ما حَوَى اللِّثام
يا وارَثَ الْعِلْمِ والسَّيادَهْ
يا مِنْ هُوَ للْخَيْر كُلُّ ذاتْ
ظَهَرْتَ في تَخْصيصْ الإرادَه
كالْغَيْثِ والْخَلْق كالْنَبات
فأنْتَ هُو كميّةُ السَّعادَه
وأنْتَ هُو أكْسِيرُ الذَّوات
ومَنْ حصَل عِنْدهْ مِنْكَ مَسكهْ
صارَ يمْشِي في الْخْلَقِ كالْعَلام
ويَفْتَخِرْ بَينَهُم ويَهْدِي
مَنْ شَا إِلى حفَرَةِ السَّلاَم
جَذَبْت كُلَّ الْوَرَى بقلْبِك
فأنْتَ مَغْناطِيسُ النُّفُوسْ
وسُسْتَهُم كُلّهُم بِقُربِكْ
كَذَا هُو الوارِثُ السَّؤوس
وكُلُّ مَنْ قد ظفِر بِحُبَّك
ما يَشْتكِي ما حَيِي ببُوس
وكُلُّ مَن كانْ بقلْبُه شَوْكَه
مِنْكَ أوْ عَتَبْ أو عذَل ولاَمْ
صارَ يُخْفِي ذاكَ العِتابْ ويُبْدِي
في حقَكَ الوُدّ والزّمام
أنا غُلامْ عبْد بْن سبْعين
ما دامتِ السَّبْعُ في الْعدَدْ
معْ أنْ لَس نَحْتَجْ أهْنا تبْيِينْ
يا قَدْ فَهِم عنّى كُلُّ أحدْ
أبداً ما هَبَّ النَّسِيم معَ الحِين
نقُل ونْوَصيِّه ونَجْتهِدْ
باللهِ إِنْ جِيْتَ أرْضَ مكهْ
بلّغ إِلى قُطْبِها السَّلامْ
عاطِرْ مُجَدَّدْ كما هُوَ عِنْدي
وَرُدْ بعْدَ السَّلام سَلام