ذكر الحداثة جهلها وغرامها

التفعيلة : البحر الكامل

ذكر الحداثة جهلها وغرامها

وأعاد في خطراته أحلامها

وتلمَّس الدنيا الكعاب فلم تجد

يده لياليها ولا أيامها

ما زال يُتلف وردها ويذيله

حتى تولى فاشتهى قُلاَّمها

فأدار في العواد مقلة باحث

تزن الوجوه سكوتها وكلامها

كبت الشبيبة في اللجام وطالما

ظن الأعنة لا ترد لجامها

كانت عليه من المآلف زحمة

واليوم قد فض السقام زحامها

وتأخر الأتراب عنه وطالما

كانوا لبانة روحه وجَمالها

لهفي عليه قشيب جلباب الصبا

لم يلبس الدنيا ولا هندامها

لفظ الحياة نُفاثة فنفاثة

مثل الزجاجة قد قلبتَ فدامها

لا تنبذوه فما علمتم بالذي

تزجى الحياة من الغيوب أمامها

إن الذي جعل الحياة بكفه

والموت صرّف كيف شاء زمامها

يا رب متروك يموت بدائه

لو عاش أقعد أمة وأقامها

ومضيَّع لشقائه لو لم يِضع

بلغت على يده البلاد مرامها

الصدر من غرف الحياة دعامها

فإذا ألح السل هدّ دِعامها

لص الشباب إذا سرى في مهجة

وردت على شط الحياة حمامها

يغتر حرصَ الشيخ نحو وليده

ويسل من خدر الرؤوم غلامها

ويدب في ذيل العروس إذا مشت

وينال قبل فم الحليل لثامها

يا من لإنسانية مهضومة

قطع البنون بظلمهم أرحامها

زادوا بنسيان الشقى شقاءها

وبجفوة الدنف السقيم سقامها

قالوا هي الزاد الحرام وأخرجوا

من أكلهم مال اليتيم حرامها

ومشى على المتحطمين بصخرها

من جدّ يجمع باليدين حطامها

كمعادن الذهب استقل بتبرها

قوم وزوّد آخرون رغامها

ألا ملائكة بزىّ أوادم

ندعوهم لخشوعهم خدّامها

يَسَعون في أكنافهم فقراءها

ويظللون بعطفهم أيتامها

قد أنفقوا الساعات من أعمارهم

يتعهدون دموعها وكِلامها

هجموا على الأمراض لما أعضلت

فسعوا عسى أن يكسروا آلامها

بالظهر من حمدون أو رمّانه

بيت تمل النفس فيها مقامها

لا تملك المرضى به أرواحها

سأما وإن ملكت به أجسامها

نسيت قوارين المهاجر بقعة

ذَرَع السباب وهادها وأكامها

دار هي المهد الكريم ومنزل

حضن الأصولَ رفاتها وعظامها

قل للمَهَاجر تعط فضلة مالها

وتؤدّ واجبها وتقض ذمامها

ويقال لا تحِصى المهاجر ثروة

وأقول لا يحصى الرجاء كرامها


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أخذت السماء يا دار ركنا

المنشور التالي

العز للإسلام

اقرأ أيضاً