قضى والليل معتكر بهيم

التفعيلة : البحر الوافر

قضى والليل معتكر بهيم

ولا أهل لديه ولا حميم

قضى في غير موطنه قتيلاً

تمجّ دمَ الحياة به الكلوم

قضى من غير باكية وباك

ومن يبكي إذا قتل اليتيم

قضى غضَّ الشبيبة وهو عفّ

مُطهّرة مآزره كريم

سقاه من الردى كأساً دهاقاً

عفاف النفس والعرض السليم

تجرّعها على طرب ولكن

بكف اليتم ليس له نديم

على حين الربابة في نواح

يساجلها به العود الرخيم

بحيث رقائق الألحان كانت

بها الأشجان طافية تعوم

كأنّ ترنم الأوتار نعيٌ

وصمت السامعين لها وجوم

فجاء الموت ملتفعاً بخزي

ومِلْء إهابه سفهٌ ولوم

فأطلق من مسدسه رصاصاً

به في الرمي تنخرق الجسوم

فخرّ إلى الجبين به نعيم

كما انقضّت من الشهب الرجوم

فإن مودّعاً بعد ارتثات

حياة لا تناط بها الوصوم

لئن لم تبك من أسف عليه

سفاهتنا فقد بكت الحلوم

ولودرت النجوم له مصاباً

بكته على ترفعّها النجوم

عسى الشهباء تثأره فتبدي

إلى الزوراء ما يبدي الخصيم

ولم يقتله إبراهيم فيما

أرى بل إن قاتله سليم

أليس سليم الملعون أغوى

نعيماً فهو شيطان رجيم

وأخرجه من الشهباء غراً

بتيماً ماله أبداً زعيم

وجاء به إلى بغداد حتى

تخرّمه بها قتل أليم

سأبكيه ولم أعبأ بسلاح

وأندبه وإن سخط العموم

ولّما أن ثوى ناديت أرّخ

ثوى قتلاً بلا مهل نعيم


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

قضوا شهداء ليس لهم بواء

المنشور التالي

نعى البرق من باريس ساسون فاغتدت

اقرأ أيضاً