أيها الأنجم التي قد رأينا

التفعيلة : البحر الخفيف

أيّها الأنجم التي قد رأينا

عبراً في أفولها كالشموس

إن هذا الأفول كان شروقاً

في دياجير طالع منحوس

وسيأتي منه الزمان بسعد

تنجلي منه داجيات النحوس

شنقوكم ليلاً على غير مهل

ثمّ دسّوا جسومكم في الرموس

أفكانوا في ظلمة الليل تجراً

هربّوا المال من جباة المكوس

هكذا الجائف المريب يواري

فَعلة السوء منه بالتغليس

شنقوكم لأنكم قد جعلتم

علّم الجيش غير ما منكوس

شنقوكم لأنكم قد أبيتم

أن تكونوا في ربقة الأنكليس

فاستحقوا اللعن الذي كررّته

خاليات القرون في إبليس

سيديم الزمان لعناً عليهم

شائع الذكر في بطون الطروس

أيها الأنجم التي تركتنا

في أسىً من مصابها محسوس

في سبيل الأوطان متّم ففزتم

بأجلّ التحميد والتقديس

وستبقى الذكرى لكم ذات رمز

هو تعظيمكم بخفض الرءوس

وسيجري احترامكم في مجاري

شرف خالد لكم قد موس

إن يوماً به نعيتم إلينا

يوم بؤس كيوم حرب البسوس

قد حكاها طولاً وشؤماً وبغياً

وتلظّى بحرّ نار المجوس

فيه أبدت منّا الوجوه كلوحاً

في شحوبٍ وغبرةٍ وعبوس

إذ سكنّا وفي القلوب ارتجاج

مثل تيّار لجّة القاموس

وأطلنا عن الكلام سكوتاً

معرباً عن نشيجنا المهموس

ووجمنا حزناً وربّ وجوم

يتأتي من صاخبات النفوس

برئت ذمّة المروءة منّا

إن نُبسي يوم شنقكم أو تُنُوسي


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

حق للدمع أن يكون نشيدا

المنشور التالي

يا من قضى بين المياة غريقا

اقرأ أيضاً