فرشت للربيع فينا مهاده
فاستنارت حزونه ووهاده
وتجلت عرائس الدوح تختال
بوشي وسميه ابراده
وكأن الشقيق شوقاً إليهن
تلظى مما يجن فؤاده
ورنا النرجس الغضيض بلحظ
صيغ من اصفر النضار سواده
جزعا من زحام الوية الورد
وقد طاب ورده ومراده
والأقاح النضير يفتر عن در
نضيد يشتاقه نقاده
والخزامى قد ضاع حبا عليه
من شذاها طريفه وتلاده
وتغنى الهزار في عذبات
البان فاهتز مائلا مياده
ينحني تحية ويحنو عليه
كل عود كأنه عوَّاده
فالبدار البدار يا بدر للهو
بروض مخضرة اعواده
لا تعدني بعيد بعدك وعداً
آفة الصب وعده وبعاده
طالما نمت عن بكاي بطرف
جاده نوء طرفه وسهاده
دال صد المحب من صدغك الأعوج
امضى ومن لحاظك صاده
زادك اللَه رفعة انما صبك
من صبره وصابك زاده
داؤه في الهوى عداك عياء
عد عنه لا ينتهي تعداده
مله العائدون مني وما
اعضل داءً تملّه عواده
مثل ما مل من سعادة مولانا
ومن سوء بؤسهم حساده
الوزير الخطير ركن بناء المجد
في شامخ العلا وعماده
مصطفى المصطفى لتدبير ملك
الملك فيما به تحيط بلاده
شامه اصلحت به وكذا آمد
صينت وزخرفت بغداده
ولنا الآن منه في حلب الشهباء
أمن كجمعهم آحاده
ولقد زارنا به الغيث واستقضاه
عهداً بأن تدوم عهاده
بعد يأس أمضنا ومقالات
أناس في كتبنا ميعاده
رصدوا الأنجم الطوالع والأفلاك
واللَه غالب مرصاده
يا غمام الندى الملث وضرغام
وغي غابة عليه صعاده
والذي يالف النوال كما
يألف طرف الخلى منا رقاده
فترى السن العباد على نعماه
تثنى كأنها عباده
والمهاب الذي يروع أعاديه
بمقدار ما يروق وداده
فهو يحي المنى بجدواه فينا
والمنايا سيوفه وجياده
وأخو الحلم من يلين بجنبيه
وتمسي قوية أعضاده
ما رأينا الاك جامع فضل
جمعت في صفاته أضداده
حاز علماً وامتاز عزماً فأرضى
اللَه منه اجتهاده وجهاده
وبنا رفعة على الأمر والنهي
حنواً كأننا أولاده
ولقد عز من تواضع اللَه
وإن كان في السماك وساده
وابق يا من تجاره طاب في
العلياء كالمشرفي طال نجاده
تحسم الداء والمظالم داء
ان تناسيته يعم فساده
واعتدال الزمان صوره عدلك
لا مهرجانه ولا أعياده
فيه الليل والنهار سواء
وسواء آساده ونقاده
ولهذا يا فرد دهرك فضل
ليس يحصى وهكذا افراده
قال لي هاتف الضمائر قولا
لذ في مسمع الحشا ايراده
شعر من أبي الطيب المنقح ارخ
جاء نور وزنا وأنت مراده