هجروكَ بعدَ صبابةٍ وغرامِ
وأراكَ لا تنسى هوى الآرامِ
أتبعتهمْ نفساً عليكَ عزيزةً
وطويتَ جنبيها على الآلامِ
كم تحتَ جنحِ الليلِ مثلكَ مدنفاً
أنسى الليالي عروةَ بن حزامِ
يجري مع الأوهامِ حتى أنهُ
لتكادُ تحسبهُ من الأوهامِ
يا قلبُ كم لكَ في الهوى من صبوةٍ
ضربتْ بكَ الأمثالَ في الأقوامِ
عدوا عليَّ مآثماً لم أجنِها
والحبُّ يا قلبي من الآثامِ
فدعِ الهوى يجري كما شاءَ الهوى
إن الحسانَ كثيرةُ اللوامِ
كم بتُّ أحلمُ بالمنامِ وما أرى
تجدي عليَّ لذاذةُ الأحلامِ
فادرأ همومَ العيشِ بالكأسِ التي
تحكي عجائزها عن الأقوامِ
صهباءُ إن مستْ فؤادي مرةً
غسلتْ بجنبي كلَّ جرحٍ دامي
سموا أباها الكرمَ حينَ تبذلتْ
في فتيةٍ شمِّ الأنوفِ كرامُ
وتراوحوا كاساتها فكأنما
عادتْ بها الأرواحُ للأجسامِ
يا رحمةَ العشاقِ من أحبابهمْ
ناموا وباتوا الليلَ غيرَ نيامِ
حتى إذا انطفأتْ مصابيحُ الدجى
وأضاءَ فودُ الليلِ ظلامِ
خبأوا الهوى بينَ القلوبِ وأصبحوا
وتوارتِ الأزهارُ في الأكمامِ