كَيفَ بِبَيتٍ قَريبٍ مِنكَ مَطلَبُهُ
في ذاكَ مِنكَ كَنائي الدارِ مَهجورِ
دَسَّت إِلَيَّ بِأَنَّ القَومَ إِن قَدَروا
عَلَيكَ يَشفوا صُدوراً ذاتَ تَوغيرِ
إِلَيكَ مِن نَفَقِ الدَهنا وَمَعقُلَةٍ
خاضَت بِنا اللَيلَ أَمثالُ القَراقيرِ
مُستَقبِلينَ شَمالَ الشَأمِ تَضرِبُنا
بِحاصِبٍ كَنَديفِ القُطنِ مَنثورِ
عَلى عَمائِمِنا يُلقى وَأَرحُلِنا
عَلى زَواحِفَ نُزجيها مَحاسيرِ
إِنّي وَإِيّاكِ إِن بَلَّغنَ أَرحُلَنا
كَمَن بَواديهِ بَعدَ المَحلِ مَمطورِ
وَفي يَمينِكَ سَيفُ اللَهِ قَد نُصِرَت
عَلى العَدُوِّ وَرِزقٌ غَيرُ مَحظورِ
وَقَد بَسَطتَ يَداً بَيضاءَ طَيِّبَةً
لِلناسِ مِنكَ بِفَيضٍ غَيرِ مَنزورِ
يا خَيرَ حَيٍّ وَقَت نَعلٌ لَهُ قَدَماً
وَمَيِّتٍ بَعدَ رُسلِ اللَهِ مَقبورِ
إِنّي حَلَفتُ وَلَم أَحلِف عَلى فَنَدٍ
فِناءَ بَيتٍ مِنَ الساعينَ مَعمورِ
في أَكبَرِ الحَجِّ حافٍ غَيرَ مُنتَعِلٍ
مِن حالِفٍ مُحرِمٍ بِالحَجِّ مَصبورِ
بِالباعِثِ الوارِثِ الأَمواتِ قَد ضَمِنَت
إِيّاهُمُ الأَرضَ بِالدَهرِ الدَهاريرِ
إِذا يَثورونَ أَفواجاً كَأَنَّهُمُ
جَرادُ ريحٍ مِنَ الأَجداثِ مَنشورِ
لَو لَم يُبَشِّر بِهِ عيسى وَبَيَّنَهُ
كُنتَ النَبِيَّ الَّذي يَدعو إِلى النورِ