قرَّبا مني حسامي وجوادي
وانظرا صدق ضِرابي وطِرادي
ودعاني من أحاديث الهوى
فالعُلى بين عنانٍ ونجادِ
أن بري جسمي سقامٌ عارقٌ
فبحب المجد لا حُبِّ سُعاد
لقحتْ حربُ بني فاعلةٍ
جهلوا حقِّي ولم يرعوا ودادي
فظُبى البيض وأطرافُ القَنا
طالباتُ الثأر من نحرٍ وهادِ
وعلى الحي ديونٌ جمَّةٌ
من سفاهِ واعتراضٍ واضطهاد
نطقوا لا نطقوا في فارعٍ
رفعَ الفضلَ إلى السبع الشداد
نَقموا منه عُلاً أحرزها
والصِّبا اغيدُ مُخضرُّ المَراد
بأس مطرور الشَّبا تشفهُ
كلِمٌ تسخرُ من قُس إياد
ووراء الضَّيم نفسٌ مِرَّةٌ
تستلين العزَّ في خرط القتاد
كلما ذدتُ حسامي عن عِديّ
ولجَ الضيمُ بتأخير ذيادي
طلباً لليوم ريَّانِ القَنا
كأسيَ الآفاق مِبْطان السيادِ
ينجلي نقعُ وغاهُ في الضُّحى
عن وساد التُّرب أو مُلْكِ البلاد
كرِّرا لحظكما في عارضٍ
لبي الصبحُ به ثوبَ سَواد
يلمعُ البارقُ من حافاته
بدلاصٍ ونصالٍ وصعادِ
مستهلُّ القطر لكن ماؤه
حلبُ الأوداج لا صوبُ العِهاد
ملأَ الخرقَ رجالاً وقَناً
وجياداً مثل مبثوثِ الجراد
واستمر الطعنُ حتى فُجعتْ
ذُبَّلُ الخطي بالرزقِ الحداد
وأتى الضَّربُ درِاكاً مثلما
رادفَ الجودَ عليُّ بن طِراد
أسد يُخشى وغيثٌ يُرتجى
في غنى مُقْوٍ وإرغامِ مُعادِ
يقصُ الأُقران من غير زئيرٍ
ويسحُّ الجودَ من غير رِعادِ
حاملُ المُغْرم خوَّاض الوغى
قاطعُ الليلةِ من غير رُقادِ
مستمرُّ الطعم مستعذبهُ
حين يُبْلي في خصامٍ وودادِ
آسرُ الألباب من أكمامه
وهو للمأسور يوم الحرب فادِ
حاز قولي شرف الدين الرِّضا
فاصطفى أسبقهُ يوم التعادي
فلباقي القوم سوقٌ وحوامٍ
وله الأعناق من هو الهوادي
نصعَ الشعر وقد أهديتهُ
سالم اللَّفظ إلى الخِرْقِ الجواد
لكريمٍ هاشميٍّ نَجُرُهُ
سَبَلُ الجود وإجراء الجياد
من أناسٍ كان من عاداتهم
محمدُ الأفعال في حربٍ ونادِ
غُلُبُ الأعناق صيدٌ نُبُلٌ
أهلُ إسراءٍ وأحلافُ سُهاد
بلمامٍ جُعْدةٍ غيرِ سِباطٍ
وأكفٍّ سبْطةٍ غيرِ جَعاد
يطرق الأَضياف منهم في الدُّجى
كل سامي النَّار مرفوع العِمادِ
لَهْمِمٌ من مسعاته
قاب قوسين وارشاد العباد
وجري البأس أبلجُ جَمٌّ علمهُ
نازلٌ في كل ثغرٍ بسداد