يُسيلُ دماءَ الدَّارعين ودَمْعُهُ
على رِقَّةِ المُسْتضعفين سَكوبُ
ويكرُمُ ليناً في الودادِ وعُودُهُ
على الروع والخطب المَهيب صليبُ
ويَبعدُ بُعْدَ الشمس قدراً وإنه
إلى نُصْرة المُسْتصرخين قريبُ
وباسِمُ ثَغْرٍ والخُطوبُ كوالحٌ
وعن كلِّ فُحشٍ معْرضٌ وقطوب
ويزدادُ حِلْماً سابغاً ورَغيبَةً
إذا ما جُدوبٌ أرْهقتْ وذُنوبُ
وتُبْلي الليالي كلَّ ودٍّ ووِدُّه
جديدٌ على رَيْب الزمانِ قَشيبُ
وزيرٌ كَرأدِ الصُّبح سامٍ إلى العلى
له وعليه منْ تُقاهُ رَقيبُ
أمينٌ يخافُ اللّهَ في خلواتِهِ
ويكْرُمُ منه مَشْهَدٌ ومَغيبُ
لأوقاتِهِ أمْثالُها عَوْدُ فضْلِهِ
وليس له في الأكْرَمينَ ضَريبُ
أبو جعفرٍ حامي حِمى كلِّ خائفٍ
إذا ما عَوادٍ أجْلبتْ وخُطوبُ
مُعينٌ على الجُلَّى وشيكٌ إلى القرى
لَمُوحٌ لأعْقابِ الأمورِ لَبيبُ
مراجِلُه جيَّاشةٌ كحروبِهِ
لَهُنّ دُخانٌ ساطعٌ وكُعوبُ
فحظُّ سباع الطير فُرسانُ بُهْمةٍ
وكومٌ حُظوظُ الطَّارقينَ ونيبُ
فلا برحتْ غرس الخلافةِ دوْلَةٌ
يَضوعُ ثَناها سائراً ويَطيبُ
وعاش مُطاعاً ما سمت جونةُ الضُّحى
وما كانَ منها بالعَشِيِّ غُروبُ