وَلَيلٍ كَلَونِ الهَجرِ وَظُلمَةِ الحِبرِ
نَصَبنا لِداجِيهِ عَمُوداً مِنَ التِبرِ
يَشُقُّ جَلابيبَ الدُجى فَكَأَنَّما
نَرى بَينَ أَيدينا عَموداً مِنَ الفَجرِ
يُحاكي رُواءَ العاشِقينَ بِلَونِهِ
وَذَوبِ حَشاهُ وَالدُموعُ الَّتي تَجري
خَلا أَن جاري الدَمعَ يَنحلُهُ قُوىً
وَعَهدِي بِدَمعِ العَينِ يَنحَلُّ إِذ يَجري
تَبدّى لَنا كَالغُصنِ قَدّاً وَفَوقَهُ
شُعاعٌ كَأَنّا مِنهُ في لَيلَةِ البَدرِ
تَحمّلَ نوراً حَتفُهُ فيهِ كامِنٌ
وَفيهِ حَياةُ الأُنسِ وَاللَهوِ لَو يَدري
تَراهُ يَدبُّ الدَهرَ في بَريِ جِسمِهِ
وَقَد كانَ أَولى أَن يَريشَ وَلا يَبري
إِذا ما عَرتهُ عِلَّةٌ جُذَّ رَأسُهُ
فَيَختالُ في ثَوبٍ جَديدٍ مِنَ العُمرِ