رَنا فاِستخدم الأَلباب سحرا
وَأطلع فَوق غُصن البان بَدرا
غَزال طَرفه الصاحي دَلالاً
كَقَلب مُحبّه سُكراً وَكِسرا
جَلا في لَيل طرّته صَباحاً
وَأطلع فرقهُ الوَضّاح فَجرا
وَفوق لَظى الخُدود رَأَيت قَلبي
يقلّبه الجَوى بطناً وَظَهرا
وَأعذب ما يَكون عذاب صَبٍّ
جَنى وَرد البَها لَم يَجنِ وزرا
وَساق قَد أَقام اللَهو فينا
عَلى ساق فَأَحسَن مِنهُ أَمرا
بَدا قَمَراً فشمت الزُهر مِنّا
نَشاوى شَمسه وَشممت زَهرا
وَشمل الأُنس مُنتَظم بِشهم
ذكت أَخلاقه فَنفحن عطرا
سَليم الطَبع ذو أَدَبٍ وَلُطف
وَأَوصاف بِها المَلسوع يَبرا
يَصوغ مِن المَعاني كُلّ عقدٍ
فَتفتخر المَعالي فيهِ دُرّا
وَيَمنح كُلّ خلٍّ مِنهُ حَظّاً
عَلى حُكم النَدى كَرَماً وَبرّا
فَيا مَن شادَ للأدباءِ ذِكراً
وَسادَ مَحافل الأُرباء صَدرا
بَنيت لِمَجد قَومك كُلّ بَيت
وَلَو شئت اِتّخذت عَلَيهِ أَجرا
فَهاك مِن المُحبّ رَخيص شعرٍ
عَلا بك إِذ غَلا في الناس سِعرا
فَإِن تَرَ فيهِ نَقصاً عَن وَفاءٍ
بِمَدحك فَاِقترح لِأَخيكَ عُذرا
وَدُم طول المَدى بِعَريض جاهٍ
وَسد عزّاً وَزد شَرَفاً وَفَخرا